فصل: الإعراب:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} كلام مستأنف و{الملائكة} مبتدأ وجملة {يسبّحون} خبره و{بحمد ربهم} حال أو متعلقان بيسبحون.
{وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} و{يستغفرون} عطف على {يسبحون} و{لمن} متعلقان بيستغفرون و{في الأرض} صلة {من} و{ألا} أداة تنبيه وإن واسمها و{هو} ضمير فصل و{الغفور الرحيم} خبران لإن.
{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياء اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ} {والذين} مبتدأ وجملة {اتخذوا} صلة و{من دونه} في موضع المفعول الثاني و{أولياء} مفعول {اتخذوا} الأول و{اللّه} مبتدأ و{حفيظ} خبر و{عليهم} متعلقان (بحفيظ) و{ما} نافية حجازية و{أنت} اسمها و{عليهم} متعلقان {بوكيل} والباء حرف جر زائد ووكيل مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر {ما} وجملة {اللّه حفيظ عليهم} خبر {الذين}.

.[سورة الشورى: الآيات 7- 9].

{وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قرآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7) وَلَوْ شاء اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاء فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (8) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياء فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شيء قَدِيرٌ (9)}.

.الإعراب:

{وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قرآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها} الكاف نعت لمصدر محذوف أي مثل ذلك الإيحاء أوحينا و{أوحينا} فعل وفاعل و{إليك} متعلقان بأوحينا و{قرآنا} مفعول أوحينا و{عربيا} نعت. واختار الزمخشري أن تكون ذلك إشارة إلى معنى الآية قبلها من أن اللّه هو الرقيب عليهم وما أنت برقيب عليهم ولكن نذير لهم لأن هذا المعنى كرره اللّه في كتابه في مواضع جمة والكاف مفعول به لأوحينا و{قرآنا عربيا} حال من المفعول به أي أوحيناه إليك وهو قرآن عربي لا لبس فيه عليك لتفهم ما يقال لك ولا تتجاوز حدّ الإنذار وهو إعراب وجيه جميل. واللام للتعليل وتنذر فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام و{أم القرى} مفعول به لتنذر، و{أم القرى} مكة، {ومن} عطف على {أم القرى} و{حولها} ظرف متعلق بمحذوف صلة {من}.
{وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} {وتنذر} عطف على {لتنذر} و{يوم الجمع} مفعول به ثان لتنذر والمفعول الأول محذوف أي وتنذر الناس يوم الجمع أي عذابه فحذف المفعول الأول من الإنذار الثاني كما حذف المفعول الثاني من الإنذار الأول وتقديره العذاب و{لا} نافية للجنس و{ريب} اسمها و{فيه} خبرها والجملة حال من {يوم الجمع} أو مستأنفة واختار الزمخشري أن تكون معترضة والمراد بيوم الجمع يوم القيامة لأن الخلائق تجمع فيه و{فريق} مبتدأ و{في الجنة} خبره وسوّغ الابتداء به التنويع والتفصيل {وفريق في السعير} عطف على ما تقدم ويجوز أن يكون {فريق} خبر لمبتدأ مضمر أي المجموعون.
{وَلَوْ شاء اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً} الواو استئنافية و{لو} شرطية و{شاء اللّه} فعل ماض وفاعل واللام واقعة في جواب {لو} وجملة {جعلهم} لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم والهاء مفعول به أول وأمة مفعول به ثان وواحدة نعت لأمة أي على دين واحد.
{وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاء فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} الواو حالية و{لكن} حرف استدراك مهمل و{يدخل} مضارع وفاعله مستتر تقديره هو و{من} مفعول به وجملة {يشاء} صلة والعائد محذوف و{في رحمته} متعلقان بيدخل {والظالمون} مبتدأ وهو من باب وضع المظهر موضع المضمر ومقتضى الظاهر أن يقول ويدخل من يشاء في غضبه ولكنه عدل عن ذلك إلى ذكر الظالمين تسجيلا عليهم ومبالغة في الوعيد و{ما} نافية و{لهم} خبر مقدم و{من} حرف جر زائد و{ولي} مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ مؤخر {ولا نصير} عطف على {من ولي} وجملة النفي خبر {الظالمون}.
{أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياء} حرف عطف وهي منقطعة بمعنى بل و{اتخذوا} فعل وفاعل و{من دونه} في موضع المفعول الثاني و{أولياء} مفعول {اتخذوا} الأول.
{فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شيء قَدِيرٌ} اختلف في هذه الفاء فقال الزمخشري هي جواب شرط مقدّر أي الفصيحة كأنه قيل بعد إنكار كل ولي سواه إن أرادوا وليّا بحق فاللّه هو الوليّ بالحق لا وليّ سواه على شيء وقال أبو حيان في الردّ على الزمخشري: لا حاجة إلى هذا التقدير لتمام الكلام بدونه. أي فهي لمجرد العطف أي عطف ما بعدها على ما قبلها وتبع أبا حيان أكثر المعربين وصرّح الجلال بأنها لمجرد العطف، وعندي أن رأي الزمخشري أسدّ وأقرب لملاءمة الكلام بعضه لبعض و{اللّه} مبتدأ و{هو} مبتدأ ثان أو ضمير فصل لا محل له و{الوليّ} خبر {هو} والجملة خبر {اللّه} أو خبر {اللّه} وضمير الفصل لا محل له و{هو} مبتدأ و{يحيي الموتى} خبر {وهو على كل شيء قدير} عطف على ما تقدم أيضا.

.[سورة الشورى: الآيات 10- 12].

{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شيء فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإليه أُنِيبُ (10) فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجًا وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيء وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) لَهُ مَقاليدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاء وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شيء عَلِيمٌ (12)}.
اللغة:
{يَذْرَؤُكُمْ} قال في القاموس: ذرأ كجعل خلق والشيء كثره ومنه الذرية مثلثة لنسل الثقلين. وقال شارحه في التاج: وقد يطلق على الآباء والأصول أيضا قال اللّه تعالى: إنّا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون والجمع ذراري كسراري. وقد تقدم القول فيه وسيأتي معنى تعديته بفي في باب الإعراب.
{مَقاليدُ} تقدم بحثه في سورة الزمر فجدّد به عهدا.

.الإعراب:

{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شيء فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} كلام مستأنف مسوق لحكاية قول رسول اللّه صلى الله عليه وسلم للمؤمنين أي خالفكم فيه الكفار في أمر من أمور الدين أو الدنيا فحكم ذلك المختلف فيه مفوّض إلى اللّه تعالى. و{ما} شرطية في محل رفع مبتدأ ويجوز أن تكون موصولة أيضا و{اختلفتم} فعل الشرط و{فيه} متعلقان باختلفتم و{من شيء} حال والفاء رابطة وحكمه مبتدأ و{إلى اللّه} متعلقان بمحذوف خبر أي مردود وراجع إلى اللّه.
{ذلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإليه أُنِيبُ} {ذلكم} مبتدأ و{اللّه} خبر ويجوز أن يكون بدلا من {ذلكم} و{ربي} خبر ثان و{عليه} متعلقان بتوكلت والجملة خبر ثالث و{إليه} متعلقان بأنيب والجملة خبر رابع.
{فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} خبر خامس وقرئ بالجر قال أبو البقاء هو بدل من الهاء في عليه وقال الزمخشري نعت لقوله: {فحكمه إلى اللّه} فتكون جملة {ذلكم} إلخ معترضة بين الموصوف وصفته.
{جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجًا وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ} الجملة خبر سادس و{جعل} فعل ماض والفاعل مستتر تقديره هو و{لكم} في موضع المفعول الثاني إن كانت بمعنى التصيير ومتعلقان بجعل إن كانت بمعنى الخلق و{من أنفسكم} حال لأنها كانت صفة لأزواجا و{أزواجا} مفعول {جعل} الأول {ومن الأنعام أزواجا} عطف على سابقتها وجملة {يذرؤكم} صفة لأزواجا و{فيه} متعلقان بيذرؤكم والضمير يعود على الجعل أو التدبير.
قال الزمخشري: فإن قلت فما معنى {يذرؤكم فيه} وهلا قيل يذرؤكم به؟ قلت جعل هذا التدبير كالمنبع والمعدن للبث والتكثير، ألا تراك تقول للحيوان في خلق الأزواج تكثير كما قال تعالى: {ولكم في القصاص حياة}.
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيء وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} خبر سابع و{ليس} فعل ماض ناقص والكاف زائدة ومثله مجرور لفظا منصوب محلا لأنه خبر {ليس} و{شيء} اسمها وهذا الذي درجنا عليه قول أكثر المعربين وهو المشهور عند النحاة وهناك مباحث طريفة طويلة في صددها نرجئها إلى باب الفوائد {وهو} مبتدأ و{السميع البصير} خبران لهو.
{لَهُ مَقاليدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} {له} خبر مقدم و{مقاليد السماوات والأرض} مبتدأ مؤخر والجملة خبر ثامن.
{يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاء وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شيء عَلِيمٌ} جملة {يبسط الرزق} خبر تاسع و{يبسط} فعل مضارع وفاعله مستتر تقديره هو و{الرزق} مفعول به و{لمن} متعلقان بيبسط وجملة {يشاء} صلة {ويقدر} عطف على {يشاء} وإن واسمها و{عليم} خبرها و{بكل شيء} متعلقان بعليم.

.الفوائد:

في قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيء} اختلاف كثير بين كبار النحاة وسنورد هنا مجملا لأقوالهم جميعا على أن أسهل الأوجه هو ما ذكرناه نقلا عن جمهرتهم، وقال الشيخ بهاء الدين بن النحّاس في تعليقه على المقرب: قال أكثر الناس هي زائدة للتوكيد والمعنى واللّه أعلم ليس مثله شيء وقال جماعة من المحققين ليست بزائدة وإنما هي على بابها ومعنى الكلام واللّه أعلم نفي مثل المثل ويلزم من ذلك نفي المثل ضرورة وجوده سبحانه فإن قيل: لم توصل إلى نفي المثل بنفي مثل المثل وهلا نفى المثل من أول وهلة، فالجواب إن نفي المثل بنفي مثل المثل أبلغ وأفخم من قولنا أنت لا تفعل هذا لأنه نفي الشيء بذكر دليله فهو أبلغ من نفي الشيء بغير ذكر دليله.
قلت: وقد قال بعضهم أنها ليست بزائدة ولم يعوّل على هذا الدليل بل قال مثل ومثل ساكنا ومتحركا سواء في اللغة كشبه وشبه فمثل هاهنا بمعنى مثل، قال اللّه تعالى: {وللّه المثل الأعلى} ويكون المعنى ليس مثل مثله شيء وهو صحيح.
وقال الشهاب الحلبي المعروف بابن السمين: قوله: {ليس كمثله شيء} في هذه الآية أوجه: أحدها وهو المشهور عند المعربين أن الكاف زائدة في خبر ليس وشيء اسمها والتقدير ليس شيء مثله قالوا: ولو لا ادّعاء زيادتها للزم أن يكون له مثل وهو محال إذ يصير التقدير على أصالة الكاف ليس مثل مثله شيء فنفى المماثلة عن مثله فثبت أن له مثلا ولا مثل لذلك المثل وهذا محال تعالى اللّه عن ذلك، وقال أبو البقاء: ولو لم تكن زائدة لأفضى ذلك إلى المحال إذ كان يكون المعنى أن له مثلا وليس لمثله مثل وفي ذلك تناقض لأنه إذا كان له مثل فلمثله مثل وهو هو مع أن إثبات المثل للّه تعالى محال. قلت: وهي طريقة غريبة في تقرير الزيادة وهي طريقة حسنة الصناعة والثاني: أن مثل هي الزائدة كزيادتها في قوله تعالى: {بمثل ما آمنتم} قال الطبري: كما زيدت الكاف في بعض المواضع وهذا ليس بجيد لأن زيادة الأسماء ليست بجائزة وأيضا يصير التقدير ليس كهو شيء، ودخول الكاف على الضمائر لا يجوز إلا في الشعر.
الثالث: أن العرب تقول مثلك لا يفعل كذا يعنون المخاطب نفسه لأنهم يريدون المبالغة في نفي الوصف عن المخاطب فينفونها في اللفظ عن مثله فيثبت انتفاؤها عنه بدليلها، قال ابن قتيبة: العرب تقيم المثل مقام النفس فتقول مثلي لا يقال له هذا أي أنا لا يقال لي هذا.
الرابع: أن يراد بالمثل الصفة وذلك أن المثل بمعنى المثل والمثل الصفة كقوله: {مثل الجنة} فيكون المعنى ليس مثل صفته تعالى شيء من الصفات التي لغيره وهو محمل سهل.
وللراغب في مفرداته كلام لطيف يحسن إثباته هنا في المثل قال:
المثل أعمّ الألفاظ الموضوعة للمشابهة وذلك أن الند يقال لما يشارك في الجوهر فقط والشبه يقال فيما يشاركه في القدر والمساحة فقط والمثل في جميع ذلك ولهذا لما أراد اللّه نفي الشبه من كل وجه خصّه بالذّكر قال تعالى: {ليس كمثله شيء}.
وقال ابن هشام الأنصاري في كتابه الممتع المغني: قال الأكثرون التقدير ليس شيء مثله إذ لو لم تقدّر زائدة صار المعنى ليس شيء مثل مثله فيلزم المحال وهو إثبات المثل وإنما زيدت لتوكيد نفي المثل لأن زيادة الحرف بمنزلة إعادة الجملة ثانيا قاله ابن جنّي ولأنهم إذا بالغوا في نفي الفعل عن أحد قالوا مثلك لا يفعل كذا ومرادهم يات ككما يؤثفين، ومن قال: فأصبحت مثل كعصف مأكول.
وعقب ابن المنير القاضي على كلام الزمخشري فقال: هذا الوجه الثاني مردود على ما فيه من الإخلال بالمعنى وذلك أن الذي يليق هنا تأكيد نفي المماثلة والكاف على هذا الوجه إنما تؤكد المماثلة وفرّق بين تأكيد المماثلة المنفية وبين تأكيد نفي المماثلة فإن نفي المماثلة المهملة عن التأكيد أبلغ وآكد في المعنى من نفي المماثلة المقترنة بالتأكيد إذ يلزم من نفي المماثلة غير المؤكدة نفي كل مماثلة ولا يلزم من نفي مماثلة محققة متأكدة بالغة نفي مماثلة دونها في التحقيق والتأكيد وحيث وردت الكاف مؤكدة للماثلة وردت في الإثبات فأكدته. إلى أن يقول: والوجه الذي ذكره هو الوجه في الآية عنده وأتى بمطية الضعف في هذا الوجه الثاني بقوله: ولك أن تزعم فافهم.

.[سورة الشورى: الآيات 13- 15].

{شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إليه اللَّهُ يَجْتَبِي إليه مَنْ يَشاء وَيَهْدِي إليه مَنْ يُنِيبُ (13) وَما تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (14) فَلِذلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِما أنزل الله مِنْ كِتابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا وَإليه الْمَصِيرُ (15)}.
اللغة:
{يَجْتَبِي إليه} يجتلب إليه، والاجتباء افتعال من الجباية وهي الجمع. قال الراغب: يقال جبيت الماء في الحوض أي جمعته ومنه قوله تعالى: {يجبى إليه ثمرات كل شيء}.
والاجتباء الجمع على طريق الاصطفاء قال تعالى: {قالوا لولا اجتبيتها}، واجتباء اللّه العبد تخصيصه إياه بغيض إلهي لتحصل له أنواع النعم بلا سعي منه.

.الإعراب:

{شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ} لك أن تجعله خبرا عاشرا، ولك أن تجعله كلاما مستأنفا مسوقا للشروع في تفصيل ما أجمله أولا. و{شرع} فعل ماض والفاعل مستتر تقديره هو و{لكم} متعلقان بشرع و{من الدين} حال و{ما} مفعول به وجملة {وصى} صلة و{به} متعلقان بوصي و{نوحا} مفعول به و{الذي} عطف على ما وجملة {أوحينا} صلة و{إليك} متعلقان بأوحينا.